إنتقام

تقف أمام الشاطئ خائفه من هوج المياه تتردد قبل أن تُلامس المياه بأرجلها الصغيرتين يتملكها نوع من الأمان عندما تشعر بدفء المياه تداعب أرجلها بود...

وكأن ذلك الشاطئ أعد لتلك الفتاه حفل إستقبال فَرِحاً وكأنه كان ينتظرها منذ زمن ..

علي غير المتوقَع لم تستجيب الفتاه لنداء البحر الذي كان ينتظر لحظه إحتضانها .. ولكنها غادرت ... عادت من حيث أتت مبتسمتاً لتعود في اليوم التالي ..

نفس الإستقبال المعهود من الشاطئ الذي لم ييأس ولم يمل من الإحتفال بالفتاه ... وكذلك نفس رده الفعل من الفتاه بالرفض تتكرر لعده أيام إلي أن تملك الفضول من الفتاه لتخطو خطوات ثابته نحو المجهول..
 
تتحرك بتلك الخطوات الثابته المتسارعه إلي أن تصل المياه إلي رقبتها ..
كانت تتسائل في كل خطوة تخطوها ..ماذا حل بي؟؟ من أين أتت تلك الثقه؟؟ خطواتي إلي أين ؟؟ ولكنها لم تجد مجيبا لأسئلتها..

تلك التساؤلات كانت هي سر حيرتها وكثره تفكيرها وكذلك هي سر فضولها لتمضي بتلك الخطوات نحو المجهول..

وتمضي إلي أن تسرق المياه قدرتها علي التنفس .. سريعا تتدارك الفتاه ما يحدث .. سُعال مُزمن يتمسكها... تفيق من خيالها إثَره لتشعر بالمياه وقد بدأت في مداعبه تجاعيد أرجلها وتشققاتها ..

يالها من نصيحه بالتعرض لهواء البحر الغني باليود بعد إجبار نفسي علي عدم ملامسه مياه البحر بعد تلك الواقعه بيني وبينه في صِغَري ..

ولكني أعتقد أنه الآن لايريدني ... لا أحس منه ذلك الإحتفال الدافئ يوم الحادثه ..
كان يريدني .. كان حقاً سيأخذني .. لولا إراده زوجي الصغير .. كان رجلاً صغيراً ولكن إنتقم البحر منه وأخذه مني رجلاً كبيراً ..

ولكني أحس منه تلك المره كالذي يلومني قائلاً " كنت سأُريحك من هموم الدنيا ومتاعبها .. لم أكن أريد لتلك الشقوق والتجاعيد أن تخطو خطوطها علي ملامحك .. ولكن _من تدعين أنه أَحبكِ _ هو من حمّلك تلك الهموم .. هو من بدل ملامحك إلي تلك الشقوف والتجاعيد .. عرفتي الان من يُحبك حق؟؟"

ووجدت نفسي قد أستسلمت له .. لكلماته التي أثارت بروحي شجن الحياه .. وأيقظت روح التعب .. خلعت حذائي وكتبت ورقه تقول :
الحياة دائي .. والحب شقائي .. والبحر دوائي .. وقررت أن أترك دائي ..
فسلامٌ عليكم معشر دنيا زائلين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق