الاستحمام علي سجادة قذرة

لم يكن الاستحمام بالنسبة لها أمرا مهما , لكنها كانت تهرب به من شيئين لا تستطيع التغلب عليهما ,, " القذارة , والهموم "
.. كلما ضاقت بها الدنيا وبعالمها الكونيّ الصغير , إستسلمت لحمام دافئ , لتزيل أثر همومها ,,
هذه المرة تختلف , فتحت قدميها سجادة موْحولة ,, وَحلها الزمن بصدامه , بأحذيته , وربما ببصاقه أيضا ,و إهانات المستضعفين .. لا تسأل عن موقع السجادة , ولا مكانها , فهي كالبُعد , كالزمن , ربما البُعد الخامس !
لا يهم كيف فعل بها الوحل ذلك , ولا كيف ضاعت ملامحها فتحوَّل الأحمر والأصفر والأزرق إلي الأسود , وتاهت معالم النقوش والزخارف من ورودٍ و خطوطٍ ,, كلها إختفت !!
لم تعُد السجادة مثلما أُتي بها أول مرة , لم تعُد مثلما كانت , ولن تعود .
تضغط بقوة علي السجادة بأرجلها ,, تضغط ,, تعصرها ,, لتتساقط " وساخة " السجادة ,, وتضغط أكثر لترى الأقذر والأبشع !
تستعيد ذكريات لها كانت تؤرقها ,, فتضغط أكثر ,,
كانت تعلم أن تلك النهاية مؤكدة منذُ البداية !
تضغط أكثر ,,
ها قد إنكشفت الأمور وتعرَت الحقيقة , وتجردت من أدواتها !!!
تضغط بقوة ,,,
ها قد خجل الحياءُ مِنَ الحياءِ الذي سَتَرَ الهزيمة !!
وتضغط ,,, وتضغط ,, وتضغط ,, وتضغط ,, وتضغط  ,, وتضغط ,, وتضغط ,,
وكذلك تخرج أحشاء السجادة ,,,,, ينكسر الغِطاء ,,,
تتغوط السجادة بما داخلها !! ,, تتقيأ من نفسها ,, !! ,,
وتستعيد هي بعض الذكريات والأحداث ,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وتضغط !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق