َضباب ..

ٌ ضبابٌ يحجب عني رؤيه عالمي اللاإرادي .. يملأ أسطحي البرّاقهُ بنقاطهِ الغباريةِ السوداء .. أحاول بجهدي أن أعيد اللمعان لتلك الأسطح ولكن الضباب يتغلب ..


فأقرر أنا وحدي الإبتعاد عن ذلك العالم وتكوين عالماً خاصاً جديداً بعيداً عن تلك النقاط الغبارية .. فأُكون أنا نجار حياتي وحدادُها ..


أُخطط أسواراً خشبية هشة تمنع دخول الضباب .. و أصنع باباً حديدياً ضخماً .. يثيرُ في نفوسِ السائلين رهبه الدخول ..


أٌنشئُ في الداخلِ أفكاراً لا تهوى أبداً تعقيداً ... لا تهوى الكذِبَ ولا الخُبثَ .. لا تهوى فن التقليد ...


فقط .. علبه ألوانٍ خشبية .. أوراق .. أقلام .. هذا كلُ ما أريد ..فعالمٌ تُلوِِنَهُ حياة الترف والبزخ سيُكلِفني كثيراً إن جدَّ في الأمرِ جديد ..


أريده خاوياً إلا من ورقٍ ناصعٍ وعديد ... أرسمه أساساً بحياتي وأُحيكُ علي جدرانهِ شخصاً أشبهُ بالرجُلِ العِربيد .. يرفضهُ الناس لعربدته وأقبله بحياتي وليد...


أنثرهُ بذوراً شامختاً وأسقيها بدماءٍ لشهيد .. ضحي بحياتهِ مبتسماً في سبيلِ المجدِ لمحيايا .. في سبيل النارِ بجوفايا ..


وكشُحنةِ فُرنٍ مُشتعلٍ .. عاد لضبابه من جديد ..أصبح كرمادٍ إن ظهرَ في حياتي للمرة أُعيد .. أهربُ من ثقلٍ للأثقلِ وبِذلِكَ أبدأُ بجديد .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق